هل يمكن للآلة أن تفكر؟ مفاجآت الذكاء الاصطناعي التي لا يعرفها أحد
تقنية الذكاء الاصطناعي |
بدأت فكرة تطوير الأنظمة و البرامج التي يمكن أن نعتبرها ذكاء صناعيا في الثلاثينيات من القرن العشرين ، حيث قام علماء الحاسوب ببحوث ترمي إلى إنشاء آلات قادرة على محاكاة القدرات الذهنية البشرية.
مع مرور الزمن حدث تطور مذهل في هذه المفاهيم، و في الثمانينات و التسعينات طرأ تقدما كبيرا في الذكاء الاصطناعي بفضل التقنيات المتقدمة و المعالجة، بحيث طرأ تحسن في مجال التعلم الآلي و شبكات العصب الاصطناعي.
و في هذه السنين الأخيرة عرف تطبيق الذكاء الاصطناعي تطورا مذهلا في التعلم المعمق و معالجة اللغات الطبيعية. في يومنا هذا يستخدم الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات نذكر من بينها : التسوق، الطب، التكنولوجيا، الحروب، و هذا ما يجعلها أشهر و أبرز التكنولوجيا و هي الرقم واحد في العالم الآن بدون منازع.
ويعرف الذكاء الاصطناعي كنظام قادر على إدراك بيئته واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أقصى قدر من الفرص لتحقيق أهدافه بنجاح - وعلاوة على ذلك، قدرة هذا النظام على تفسير وتحليل البيانات بطريقة تتعلم وتتكيف مع مرور الوقت.
أنواع الذكاء الاصطناعي:
يعتبر الذكاء الاصطناعي أسرع مجالات التطور التكنولوجي نموًا في العالم اليوم ورغم ذلك، حتى اليوم، إن نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تعقيدًا لا تستفيد إلا من "الذكاء الاصطناعي الضيق "، وهو الأساس من بين الأنواع الثلاثة من الذكاء الاصطناعي. ولا يزال الاثنان الآخران من أشياء الخيال العلمي، وحاليا ، لا يتم استخدامهما بأي طريقة عملية. و من الصعب أن نعرف أين سيقودنا و يأخذنا مستقبل هذا الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي الضيق (ANI)
هو نوع الذكاء الاصطناعي الموجود حاليا ويعرف أيضًا باسم الذكاء الاصطناعي "الضعيف". ان المهام التي يمكن أن يقوم بها الذكاء الاصطناعي الضيق قد تكون مدفوعة بخوارزميات معقدة جدا وشبكات عصبية، ومع ذلك فهي أحادية وموجهة نحو الهدف. طائرات مسية ،التعرف على الوجه، والبحث عن الإنترنت، والسيارات ذاتية القيادة كلها أمثلة على الذكاء الاصطناعي الضيق.
الذكاء العام الاصطناعي (AGI)
يتوجب على AGI أن تكون لها المقدرة على أداء أي مهمة فكرية بنجاح التي يمكن للإنسان أن يقوم بها. يمكن لـ AGI استقراء تلك المعرفة عبر مجموعة واسعة من المهام والمواقف التي لا تتناولها البيانات المكتسبة سابقا ولا الخوارزميات الموجودة.
الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI)
ان نظام ASI مدركة تماماً للذات،هم ليسوا فقط محاكاة أو فهم السلوك البشري، فهم يفهمون و يستوعبون ذلك على مستوى عالي ، وقوة المعالجة و التحليل قد تجاوز البشر بكثير.وكون أن التقدم الذي و صل اليه الذكاء الاصطناعي، يتوجب و يفرض علينا البحث عن قطف فوائده و تجنب مآزقه المحتملة.
تأثير الذكاء على البشر.
يتجلى تأثير الذكاء الاصطناعي على البشر في جوانب عدة نلخصها في الآتي:
إن تطور الذكاء الاصطناعي بشكل مهول سيؤدي إلى تغير في سوق العمل ،مع ظهور تقلص بعد الوظائف و ظهور الحاجة إلى تقنيات و مهارات جديدة التي تواكب التقدم مما سيؤدي إلى ظهور وطائف جديدة .و سيتسبب هذا إلى الحاجة إلى محترفين يملكون مهارات في هذا المجال الشيء الذي سيؤدي تغيير طرق التعلم، و زيادة الطلب على التدريب في كل ما يخص التكنولوجيا.
سيمكن الذكاء الاصطناعي و يساعد بشكل عجيب بتشخيص الأمراض المستعصية على الطبيب
، و تطوير العلاجات الفعالة ، وتحسين تسيير السجلات الطبية. كما ستساعد هذه التقنية الذكية لإيجاد حلول لحياة صحية كمراقبة اللياقة البدنية و إعطاء توجيهات غدايئة صحية.
التجاوب بين البشر و الآلة :
تقنية الذكاء الاصطناعي ستقوي تجربة و تجاوب البشر مع الأنظمة الآلية مثل الروبوتات و المساعدين الرقميين.
الراحة ، الترفيه و الكفاءة:
إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستزيد في راحة الحياة و تيسر عدد كثير من المهام اليومية مثل مساعد ذكي الذي سيوفر الجدول اليومي و معلومات آنية.كما سيترتب عنه تغييرات في و سائل الاتصال و التقافة .
سيحدث الذكاء الاصطناعي تغيرا في عادات التسوق بحيث ستتحسن العمليات التجارية الإلكترونية و الإعلانات المستهدفة.كما سيحدث تغيرات عدة في وسائل النقل سواء منها البرية ، أو الجوية أو البحرية وذلك باستعمال تقنيات القيادة الذاتية و تطبيقات التنقل الذكي.
التنبؤات :
التحليل الضخم للبيانات التي يساهم فيها الذكاء الاصطناعي ستساعد بلا شك في تنبؤات غاية في الدقة التي ستمكننا من اتخاد اجراءات و قرارات أفضل.و يمنك تطبيق الذكاء الاصطناعي للتنبؤ في عدة مجالات مثل الرعاية الصحية، الأمان ،التجارة ،الكوارث الطبيعية .
الحروب :
على شاكلة الأسلحة الموجودة حاليا ، يملك الذكاء الاصطناعي إمكانية خارقة لاحدات ثورة كبيرة في الحروب كما يرى هذا عدة محللين ، سينتج عن هذا نزاعات مختلفة على نحو لا يمكن تصوّره وأكثر دمارا و فتكا.
أعطى جميع أنواع الأسلحة،سواء كانت روبوتات أو طائرات مسيّرة أو طوربيدات، أن تتحول إلى أنظمة ذاتية التشغيل بفضل أجهزة استشعار تحكمها خوارزميات بالذكاء الاصطناعي تتيح للكمبيوتر “بالرؤية”.
ان الطائرات المسيّرة المتحكم فيها عن بعد ليست بجديدة، لكنها أصبحت مستقلة على نحو متزايد ويستخدمها كلا التحاربين.
كما يمكن للغواصات والقوارب والطائرات القادرة على العمل بشكل مستقل ، أن تشكّل ميزة جيدة لأنشطة الاستطلاع والمراقبة والدعم اللوجستي في البيئات الخطرة و النائية التي يتعذر الوصول إليها.
الأمن :
يمثل الذكاء الاصطناعي تحديا كبيرا في الأمن و الأخلاق بحيث هناك عدة مخاوف على خصوصية البيانات وتأثيره على القرارات الحيوية، وهذا الآن مطروح على حكام بعض دول العالم كأمريكا التي تسعى إلى تقييد استعماله.
نمط الحياة :
بلا شك سيغير استعمال هذه التكنولوجيا من طرق عيش الإنسان ،من ناحية عمله أو تواصله الاجتماعي.
يمكن للتطبيقات الذكية أن تقدم للبشر عدة مساعدات مثل مساعدي الصوت الذكية ،تقنية البيوت الذكية .
مما لا يدع مجالا للشك ، ان عالمنا سيواجه عدة تحديات ان لم يتخد قرار على الصعيد الدولي لوضع قوانين التي تضبط و تقنن هذا العلم السريع النمو و المتنافس عليه بين الدول.
الخــــاتــمة:
في الختام، لانستطيع إنكار أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد ترف علمي أو حلم مستقبلي، بل أصبح واقعًا يتسلل في كل تفاصيل حياتنا اليومية، من طريقة تسوقنا وتواصلنا، إلى آليات التشخيص الطبي واتخاذ القرار في المؤسسات الكبرى. ومع هذا التقدم السريع والمذهل، تظهر تساؤلات جوهرية عن مدى استعدادنا كبشر للتكيّف مع هذا التحول الجذري.
ان الدكاء الاصطناعي ليس فقط أداة تقنية، بل هو منظومة متكاملة تعيد تشكيل الطريقة التي نفكر بها ونتعامل بها مع محيطنا، بل وحتى مع أنفسنا. نحن أمام مفترق طرق: إما أن نحتضن هذه التقنية بعقلانية ووعي، ونضع لها الأطر القانونية والأخلاقية التي تضمن استفادة الجميع دون تهديد القيم الإنسانية، أو نغفل عن ذلك فندفع الثمن في شكل بطالة جماعية، هيمنة الشركات الكبرى، وتهديدات أمنية غير مسبوقة.
إن الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا، بل مرآة تعكس نوايانا كجنس بشري: فإن أحسنا استخدامه، قد نفتح أبوابًا لعصر ذهبي من التقدم والازدهار؛ أما إن تركناه ينمو بلا ضوابط، فقد نصنع بأيدينا وحشًا يفوقنا فهمًا وتحكمًا. علينا أن نتذكر دومًا أن الذكاء ليس في "الآلة"، بل في "الإنسان" الذي يوجهها.
أكتب تعليقك للتشجيع